الميتافيرس لمع مؤخرا مصطلح (بالإنجليزية: Metaverse)‏ الذي هو عبارة عن كلمة تتكون من شقين الأول meta (بمعنى ما وراء، أو الأكثر وصفاً) والثاني Verse (مُصَاغ من Universe) وتفيد (ما وراء العالم)

رحلة في معاني "ميتا": من التقنية إلى التعليم

رحلة في معاني ميتا من التقنية إلى التعليم

كلمة "ميتا" تستخدم في عدة سياقات ومجالات، ويمكن أن تكون لها معانٍ مختلفة اعتمادًا على السياق الذي تستخدم فيه.هنا بعض المعاني الشائعة لكلمة "ميتا" في بعض المجالات:

في علوم المعلومات وتكنولوجيا المعلومات

"ميتا" تشير إلى المعلومات الوصفية أو البيانات التي توفر معلومات عن البيانات الأصلية أو الموارد. على سبيل المثال، ملفات ميتا يمكن أن تحتوي على معلومات حول الملفات الأخرى مثل الوصف، التاريخ، الحجم والتنسيق. 

في مجال التعليم

 كلمة "ميتا" قد تشير إلى مفهوم المعرفة الأساسية أو العامة التي تدعم وتساعد في اكتساب وفهم المفاهيم والمعلومات الأكثر تفصيلًا في مجال معين. بالتالي، فإن الكلمة تستخدم عادة في التعبير عن المهارات والمفاهيم الأساسية التي يجب أن يتعلمها الطلاب قبل التوغل في دراسة محددة استخدام مصطلح "ميتا" في مجال التعليم يشير إلى الأفكار والمهارات الأساسية والعامة التي يجب أن يتمتع بها الطلاب لتعلم مواضيع أكثر تفصيلاً وتعقيدًا. منها مهارات ما وراء المعرفة، المعروفة أيضًا بمهارات التفكير العليا، تشير إلى مجموعة من المهارات التي تتجاوز مجرد حفظ المعلومات وتتعامل مع مستوى أعلى من التحليل والتفكير النقدي وتطبيق المعرفة. هذه المهارات تسمح للفرد بفهم أفضل وتفاعل أعمق مع المعلومات والتحليل النقدي لها. بعض مهارات ما وراء المعرفة تشمل: التحليل والتفكير النقدي - التفكير الإبداعي - التعلم الذاتي - التواصل الفعال - حل المشكلات - التعاون والعمل الجماعي

يمكنك الاطلاع على فيديو 

شرح (3d Vista) لبناء الجولات لافتراضية - الجزء الأول

 ميتافيرس في مجال التعليم

من أين جاء اسم الميتافيرس؟

  • تم اختيار اسم "الميتافيرس" لأنه يجمع بين مصطلحين: "ميتا" و "العالم الافتراضي".
  • "ميتا" يشير إلى الفضاء الذي يتجاوز العالم الحقيقي ويكون مكملاً له. يرمز إلى الطبقة الثانية أو العالم الوهمي الذي يعيش فيه الأفراد من خلال التكنولوجيا الرقمية.
  • "العالم الافتراضي" يشير إلى بيئة تفاعلية تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب والتكنولوجيا، تسمح للأفراد بالتفاعل والتجربة والتواصل بشكل ثلاثي الأبعاد.
  • بالتالي، تم اختيار اسم "الميتافيرس" ليعبر عن العالم الوهمي والتفاعلي الذي يتجاوز العالم الحقيقي ويوفر للأفراد تجربة محسّنة وواسعة في الواقع الافتراضي وعبر الإنترنت.
  •  قد يعتبر المصطلح أيضًا مشتقًا من مصطلح "ميتافيزيقا" (Metaphysics) الذي يشير إلى الفلسفة والدراسة التي تتناول المفاهيم والوجود والطبيعة الأساسية للعالم والحقائق المتعلقة بالوجود. في هذا السياق، يتم تطبيق المفهوم على العالم الرقمي والأبعاد الافتراضية لتعزيز الاحتمالات وتوسيع حدود الواقع.

    سنو كراش: الرواية التي ألهمتنا بمفهوم الميتافيرس

    الميتافيرس

    metaverse

    تمت صياغة كلمة "metaverse" لأول مرة في رواية الخيال العلمي عام 1992 المسماة Snow Crash، وهي رواية خيال علمي وأكشن كتبها نيل ستيفنسون ونُشرت في عام 1992. تدور الرواية في المستقبل القريب، حيث تحكم الشركات الكبيرة والحكومات الخاصة في العالم. القصة تتبع بطل الرواية، هايرو بروتاجونيست، وهو مُجرم إلكتروني محترف وساموراي في العالم الافتراضي يُدعى الـ "ميتافيرز". يكتشف هايرو لغزًا خطيرًا ينتشر في العالم الحقيقي والافتراضي على حد سواء، حيث يتعلق الأمر بفيروس يُدعى "سنو كراش" الذي يصيب العقول ويتحكم فيها. تنقلب الأحداث عندما يكتشف هايرو أن هناك خطة شريرة تُدار بواسطة قوى مظلمة تهدف إلى استغلال الفيروس للتحكم العقلي والسيطرة الشاملة على البشرية. يتعاون هايرو مع شخصيات مختلفة مثل ي.تي. البطلة الشابة ورايفن، الضابط السابق للقوات الخاصة، لكشف المؤامرة وإنقاذ العالم. تقدم "Snow Crash" مزيجًا من الخيال العلمي والأسطورة، والتكنولوجيا، والعمل، والمغامرة. تناقش الرواية قضايا مثل السيطرة الشركات والسلطة والتلاعب العقلي والهوية الافتراضية. كما تستكشف الرواية أيضًا قوة اللغة والثقافة في التحكم والتلاعب بالبشر.

    سكاند لايف: مهد الميتافيرس الأول

    تم تطوير استخدام المصطلح مع الزمن وكانت استخداماتها الأولى في منصات العالم افتراضي “Virtual Worlds” كمنصة سكاند لايف “Second Life”. بيئة "سكاند لايف" ثلاثية الأبعاد هي مصطلح قد يشير إلى بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تستخدم في العديد من التطبيقات والصناعات. تُستخدم هذه البيئة لإنشاء وتصور عوالم افتراضية تعمل بتقنيات ثلاثية الأبعاد لإعطاء المستخدمين تجربة واقعية وتفاعلية. يتم استخدام بيئة سكاند لايف ثلاثية الأبعاد في مجالات مثل الألعاب الفيديو، والواقع الافتراضي، والتصميم الهندسي، والتجارة الإلكترونية، والتدريب، وغيرها. يتم تطوير هذه البيئات باستخدام تقنيات الرسومات الثلاثية الأبعاد والنمذجة الثلاثية الأبعاد والتصور ثلاثي الأبعاد لخلق عوالم وكائنات وشخصيات تبدو واقعية ومفصلة.  توفر بيئة سكاند لايف ثلاثية الأبعاد تجربة متعددة الحواس ومشوقة، حيث يمكن للمستخدمين استكشاف والتفاعل مع البيئة والعناصر الموجودة فيها. قد تشمل هذه العناصر المباني والمناظر الطبيعية والأشخاص والمركبات وغيرها من العناصر التفاعلية التي يمكن للمستخدمين التفاعل معها بطرق مختلفة. من خلال استخدام بيئة سكاند لايف ثلاثية الأبعاد، يمكن للمستخدمين الانغماس في عوالم افتراضية تبدو واقعية واستكشافها والتفاعل معها بشكل مثير وتفاعلي.

    وبالتزامن مع إعلان جائحة COVID-19 في عام 2020، أُجبرت البشرية على العيش في مجتمع لا يتفاعل فيه الأفراد وجهًا لوجه مع بعضهم البعض، وانطلاقا من ذلك، تحولت مجموعة من الأنشطة في العالم المادي إلى العالم الافتراضي. فمثلا أصبح العمل عن بعد والاجتماعات عبر الإنترنت والتعلم عن بعد والتسوق عبر الإنترنت وما إلى ذلك جزءًا طبيعيًا من حياة الإنسان. نتيجة لذلك، تسارعت الحاجة البشرية لتوسيع حدود العالم المادي، مما أدى إلى التوجه والانطلاق إلى عالم

    ويمكنك الاطلاع على فيديو 

    مهارات إنتاج الجولات الافتراضية

    الجائحة: العامل المحفز لتسريع تطوير الميتافيرس

    وبالتزامن مع إعلان جائحة COVID-19 في عام 2020، أُجبرت البشرية على العيش في مجتمع لا يتفاعل فيه الأفراد وجهًا لوجه مع بعضهم البعض، وانطلاقا من ذلك، تحولت مجموعة من الأنشطة في العالم المادي إلى العالم الافتراضي. فمثلا أصبح العمل عن بعد والاجتماعات عبر الإنترنت والتعلم عن بعد والتسوق عبر الإنترنت وما إلى ذلك جزءًا طبيعيًا من حياة الإنسان. نتيجة لذلك، تسارعت الحاجة البشرية لتوسيع حدود العالم المادي، مما أدى إلى التوجه والانطلاق إلى عالم

    ثورة الميتافيرس: كيف ستغير حياتنا؟

    ثورة الميتافيرس: كيف ستغير حياتنا؟

    افتراضي أكثر تقدمًا.ومع ظهور مستحدثات كالواقع الافتراضي VR، والواقع المعزز AR، والذكاء الاصطناعي AI، والبلوكتشين blockchain، وغيرها، إلا أن الميتافيرس وهو مساحة رقمية ثلاثية الأبعاد ذات حدود افتراضية، أثار اهتمامًا متزايدًا. حيث تم الاعتراف به باعتباره الجيل التالي من الإنترنت، والذي على وشك تغيير طريقة تفاعلنا مع العالم بشكل كبير.اتخذت Acceleration Studies Foundation، وهي منظمة بحثية للميتافيرس، الخطوة الأولى لطرح "خارطة طريق" للميتافيرس وعرفته على أنه اندماج بين كل من الواقع المادي المعزز فعليًا والفضاء الافتراضي المادي، ثم كشف مارك زوكربيرج عن مخططاته لبناء Facebook "metaverse": عالم متجسد عبر الإنترنت حيث يمكن للناس التعارف والعمل واللعب والاختلاط باستخدام الشخصيات الافتراضية، باستخدام سماعات رأس أو نظارات.

    عبارة عن مجموعة من التقنيات

    فإن الميتافيرس ليس مجرد كيان جديد لـ VR أو AR، ولكنه مجموعة من التقنيات الناشئة مثل 5G وAI وVR وAR والتوائم الرقمية وblockchain والهولوغرافي وIoT (إنترنت الأشياء). بحيث يتم الدمج فيما بين تلك الأدوات لبناء الإطار التكنولوجي لخدمة أغراض متنوعة مثل الترفيه والتجارة والتعليم وغيرها من المجالات، ويمكن أن تختلف مكوناتها، ووظائفها، وفقًا للأهداف، والاحتياجات.مثل

    تجربة التسوق المحسنة:

    يمكن استخدام التقنيات الميتافيرس لتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت وفي المتاجر الفعلية. من خلال استخدام الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي، يمكن للمستخدمين مشاهدة المنتجات ثلاثية الأبعاد، وتجربتها بشكل واقعي، والحصول على معلومات إضافية حولها، مما يعزز قرارات الشراء ويحسن تجربة المستخدم (IKEA Place).

    التسويق التفاعلي:

    يمكن استخدام التقنيات الميتافيرس في إنشاء حملات تسويقية تفاعلية ومبتكرة. من خلال دمج الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي في استراتيجيات التسويق، يمكن للشركات إنشاء تجارب تفاعلية مثيرة تجذب وتشد انتباه العملاء وتعزز التفاعل مع المنتجات أو الخدمات.

    التدريب والتعليم:

     يمكن استخدام التقنيات الميتافيرس في تحسين عمليات التدريب والتعليم. من خلال استخدام الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز، يمكن توفير تجارب تعليمية غامرة وواقعية، وتدريب الموظفين على مهارات جديدة بشكل فعال، وتعزيز التعلم التفاعلي والتطبيق العملي.

    موارد قد تكون مفيدة لك


    عن الكاتب:   Ali Najar

    معاون عضو هيئة تدريس جامعي، حاصل على درجة الماجستير في تقنيات التعليم، باحث بمرحلة الدكتوراه في نفس التخصص، عملت في مجال التعليم الإلكتروني قرابة الثماني سنوات، نشرت العديد من المساقات على منصات عربية وأجنبية مثل رواق، أجيد مهارات التصميم التعليمي وصناعة المحتوى التفاعلي، باستخدام أدوات وأنظمة التأليف المختلفة كما أجيد التعامل مع أنظمة إدارة المحتوى.

    شاركنا رأيك وأفكارك

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. تم وضع علامة على خصوصية

    1. مقالة جميلة وطرح اجابات لأسئلة بديهية عن الميتافيرس مع معلومات أول مرة التفت ليها.
      مقالة موفقة د.علي

    2. مش عارف بحب اقراء مقالاتك زى الجرنان بتاع زمان لازم ادخل موقعك كل يوم اشوف الجديد بس ليك فترة مش بتنشر تحياتى

    3. من اكثر المقالات اللي قريتها عن الميتافيرس واسلوبها سهل وبسيط جدا بدون مبالغه ، أسلوب الكلام منمق ومسترسل وسهل على مسامع القارئ .. تحياتي

    4. بعد قراءة عن الميتافيرس كتير ، تعتبر المقالة دي من اكتر المقالات اللي قريتها بأسلوب بسيط ومنمق وسهل على مسامع قارئه .. تحياتي

    {"email": "عنوان البريد الإلكتروني غير صالح"، "url": "عنوان موقع الويب غير صالح"، "required": "حقل مطلوب مفقود"}
    Success message!
    Warning message!
    Error message!